هل يمكن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية نهائيا؟

هل يمكن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية نهائيا؟

هل يمكن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية نهائيًا؟؛ التخلُّص من السبب إن كان ممكنًا، مثل: علاج العدوى المُتسبِّبة في التهاب الغدة الدرقية، أو باستئصالها جراحيًا ام ثمَّة حل سوى ذلك تابع هذا القال في كبسول.كوم

هل يمكن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية نهائيًا؟

نعم، يُمكِن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية نهائيًا، إمَّا بالتوقف عن تناول الدواء المُسبِّب لذلك النشاط المُفرِط، أو التقليل من تناول مكملات اليود.

ولو كان فرط النشاط ناجمًا عن التهاب الغدة الدرقية بسبب عدوى ، فيمكن علاج فرط نشاط الغدة الدرقية نهائيًا بعلاج العدوى؛ إذ تعود الغدة الدرقية إلى طبيعتها غالبًا.

كما يُمكِن العلاج النهائي لذلك النشاط المُفرِط باستئصال الغدة الدرقية، أو تدمير خلاياها بأدويةٍ مُعيَّنة مع احتياج المريض إلى العلاج بهرمون الغدة الدرقية البديل مدى الحياة بعد ذلك.

وليس هناك علاجٌ حتى الآن لداء غريفز، أو التهاب الغدة الدرقية المناعي، ما يُؤدِّي أحيانًا إلى الاضطرار إلى استئصالها جراحيًا؛ للتغلُّب على أعراض فرط نشاطها.

علاج تضخم الغدة الدرقية بالتردد الحراري

يُشِير العلاج بالتردد الحراري إلى استخدام تيارٍ كهربائيٍ مترددٍ، ما يُحرِّك أيونات الأنسجة؛ لمتابعة ذلك التيار، وهذه الحركة تُنشِئ حرارةً، تقضي على النسيج الزائد دون أن تمتد إلى غيره.

ويُعدّ العلاج بالتضخم الحراري طفيف التوغل، فعَّال، وآمن لعلاج عُقيدات الغدة الدرقية الحميدة، أو سرطان الغدة الدرقية المُتكرِّر دون مضاعفاتٍ كبيرة.

أدوية لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية

ليست الأدوية هي الحل النهائي دائمًا للنشاط المفرط للغدة الدرقية، لكنَّها تُساعد كثيرًا في تخفيف الأعراض، ومنع زيادة مستويات هرمون الغدة الدرقية في الدم، وقد تُستخدَم الأدوية مُؤقَّتًا أحيانًا؛ تمهيدًا للجراحة فيما بعد، وعلى كلٍ تضمُّ أهم أدوية علاج فرط نشاط الغدة الدرقية ما يلي:

1. مضادات الدرقية
   تُثبِّط هذه الأدوية تصنيع هرمونات الغدة الدرقية، مِمَّا يُؤدِّي إلى انخفاض مستوياتها بالدم، ومِنْ ثَمَّ تراجع الأعراض المُصاحبة للمرض، ومِنْ هذه الأدوية:
   1. بروبيل ثيويوراسيل: أحد مضادات الدرقية، ويتميَّز بإمكانية تناوله خلال فترة الحمل؛ إذ تنخفض فرص الإصابة بعيوبٍ خلقية مع تناوله من قبل الأم، وبحسب الإرشادات السريرية لجمعية الغدة الدرقية الأمريكية،
      فإنَّ الجرعة اليومية لدواء بروبيل ثيويوراسيل تتراوح بين 100 – 600 مغم، حسب شدّة نشاط الغدة الدرقية، وعُمر المريض؛ لذا ينبغي أن يُتناوَل الدواء تحت إشراف الطبيب فقط.
   2. ميثيمازول: يُستخدَم دواء ميثيمازول لكل مرضى فرط نشاط الغدة الدرقية تقريبًا باستثناء الحامل، خاصةً في الثلث الأول من الحمل، وكذلك لا يُرحَّب باستخدامه حال الرضاعة.
      يُثبِّط ميثيمازول تصنيع هرمونات الغدة الدرقية، وقد أشارت إرشادات جمعية الغدة الدرقية الأمريكية إلى أنَّ الجرعة اليومية منه تتراوح بين 10 – 40 مغم، تبعًا لشدّة الحالة وعمر المريض، وهذا عائد إلى تقدير الطبيب المُعالِج بالطبع.
2. حاصرات بيتا
   تُخفِّف حاصرات بيتا أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، مثل: زيادة مُعدّل ضربات القلب، والقلق، وغيره، لكنَّ هذه الأدوية لا تستهدف هرمونات الغدة الدرقية كحال سابقتها (مضادات الدرقية).
   تضمُّ حاصرات بيتا المُستخدَمة علاجيًا للتغلب على النشاط المفرط للغدة الدرقية ما يلي:
   1. بروبرانولول (إندرال): أحد حاصرات بيتا غير الانتقائية، إذ يُساعِد هذا الدواء في تخفيف الأعراض، كما له القدرة على الوصول إلى الجهاز العصبي المركزي، وهو مُناسب خصيصًا للحد من تسارع ضربات القلب أو اختلالها المُصاحب لفرط نشاط الغدة الدرقية؛ إذ تزول الأعراض بعد تناوله في غضون دقائق معدودة.
   2. أتينولول (تينورمين): أحد حاصرات مستقبلات بيتا 1 الانتقائية مع تأثير طفيف أو منعدم على مستقبلات بيتا 2، كما يتميَّز باستمرار مفعوله فترةً أطول من بروبرانولول، لكنَّه مُفضَّل داخل غرف العمليات، أو بعد الجراحة؛ للتحكُّم في الأعراض.

اعرف اسباب فرط نشاط الغدة الدرقية 

علاج تضخم الغدة الدرقية بالأشعة التداخلية

تُستخَدم الأشعة التداخلية في التغلب على اضطرابات الغدة الدرقية، خاصةً العُقيدات الدرقية؛ إذ الأشعة التداخلية آمنة، ولا تتطلَّب تدخلًا جراحيًا كبيرًا، وتُسهِم في التشخيص والعلاج على حدٍ سواء من خلال:

الخزعة بطريقة الشفط بإبرةٍ دقيقة (FNAB)

تُعدّ الخزعة بطريقة الشفط بإبرةٍ دقيقة أفضل طريقة لتشخيص عُقيدات الدرقية، وتُجرَى تحت توجيه الموجات فوق الصوتية، مِمَّا يسمح للطبيب بالرؤية بوضوح، وعدم إصابة الأنسجة المُجاوِرة أثناء الحصول على عيِّنة من نسيج الغدة الدرقية.

حقن الإيثانول عن طريق الجلد

يُوجَّه الإيثانول إلى أنسجةٍ مُعيَّنة كالغدة الدرقية؛ مُحدِثًا تفاعلًا التهابيًا، يُعرقل تدفق الدم، ويُؤدِّي إلى صغر حجم العُقيدات الدرقية.

الاستئصال الحراري بالليزر

يُساعِد الاستئصال الحراري بالليزر في تقليل أحجام العُقيدات الدرقية الكبيرة دون أن يمسّ وظائف الغدة الدرقية؛ إذ يُسخِّن الليزر العُقيدات الدرقية، مِمَّا يُخلِّص الجسم من ذلك التضخُّم، ويُعِيد الغدة الدرقية إلى حجمها الطبيعي.

الاجتثاث بالترددات الراديوية

بطريقةٍ مشابهة للاستئصال الحراري بالليزر، تتخلَّص الترددات الراديوية من العقيدات الدرقية الحميدة، أو حتى السرطانية التي يتكرَّر ظهورها.

علامات الشفاء من فرط نشاط الغدة الدرقية

بمعرفة أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية، فإنَّ تلقِّي العلاج المُناسِب، يُسهِم في تخفيف الأعراض تدريجيًا، واستعادة المريض للمستويات الطبيعية لهرمونات الغدة الدرقية لديه، وفي ذلك الصدد فإنَّ علامات الشفاء قد تشمل ما يلي:

• مُعدّل طبيعي لضربات القلب: استعادة المُعدَّل الطبيعي لضربات القلب بدلًا من زيادته دليلٌ على عودة الغدة الدرقية إلى نشاطها الطبيعي، أو زوال تأثير الكمية الزائدة من هرموناتها في الدم.
• تحسُّن المزاج: يصحب فرط نشاط الغدة الدرقية تقلبات مزاجية بين القلق والاكتئاب، ويُشِير اختفاء هذه التقلُّبات إلى عودة مستويات هرمونات الغدة الدرقية إلى طبيعتها.
• سهولة النوم: معلومٌ أنَّ الأرق من الأعراض الخاصة بالنشاط المفرط للغدة الدرقية؛ لذا فإنَّ إمكانية المريض أن ينام بسهولةٍ دون عناءٍ دليل على التماثل إلى الشفاء.
• انتظام الدورة الشهرية لدى السيدات: تُعانِي النساء من عدم انتظام، أو حتى تقلُّبات في النزيف الشهري المُعتاد؛ لذا فإنَّ استئناف الدورة الشهرية الطبيعية دليل على انتظام مستويات هرمونات الغدة الدرقية في الدم.

ويُؤكِّد التماثل إلى الشفاء قياس مستويات هرمونات الغدة الدرقية وهرمون TSH في الدم، وعودتها إلى مُعدّلاتها الطبيعية.

كيف تختار أفضل طبيب لعلاج زيادة نشاط الغدة الدرقية؟

تختلف الطرق العلاجية المُتَّبعة في علاج زيادة نشاط الغدة الدرقية، والطبيب الخبير من يتخيَّر الوسيلة المُناسِبة حسب حالة المريض، وهذا يتطلَّب مواصفات تجعله أفضل طبيب لعلاج ذلك الاضطراب، مثل:

• أن يكون ذو خبرةٍ كبيرةٍ في علاج اضطرابات الغدد الصماء.
• حاصل على درجة علمية كبيرة في أمراض الغدد الصماء.
• نجح في علاج كثيرٍ من حالات فرط نشاط الغدة الدرقية من قبل.
• مُطَّلع على أحدث التقنيات العلاجية، وقادرٌ على استخدامها؛ للوصول إلى أفضل نتيجةٍ ممكنة.
• ذو سيرة حسنة بين المرضى.

الخاتمة

تظهر علامات الشفاء على المريض ما إن تعود مستويات هرمونات الغدة الدرقية إلى طبيعتها، ويُمكِن الاستدلال على ذلك باستعادة المُعدّل الطبيعي لضربات القلب، وانتظام الدورة الشهرية لدى السيدات، وتحسُّن النوم والحالة المزاجية عمَّا كانت عليه في السابق خلال أيام المرض.