الهرمونات والأدوية المناعية
أهم هرمونات الغدة النخامية

أهم هرمونات الغدة النخامية

يتناول هذا المقال تعريف مُفصَّل للغدة النخامية وأهم وظائفها في الجسم، واهم هرمونات الغدة النخامية، وطبيعة الاضطرابات التي يمكن أن تتعرض لها، مع تحديد طرق العلاج المناسبة.

قد تظهر على بعض الأشخاص مجموعة من الأعراض الغريبة والتي تتمثل في اضطرابات في الدورة الشهرية للنساء أو مشكلات جنسية عند الرجال، وكذلك مشكلات مرتبطة بنقص أو زيادة في النمو عن الطبيعي، كذلك الشعور بالصداع المتواصل أو اضطرابات في الرؤية، فجميع هذه الأعراض وأكثر ما هي إلا مؤشر أولي على وجود خلل أو اضطراب في الغدة النخامية أو أحد هرموناتها.

ما هي الغدة النخامية؟

الغدة النخامية هي عبارة عن عضو صغير الحجم يقوم بإفراز مواد كيميائية بكميات دقيقة للغاية تعرف باسم الهرمونات مما يساعد في الحفاظ على وظائف متعددة في الجسم، وتعرف باسم سيدة الغدد أو الغدة المايسترو، وذلك لأنها تتحكم في مجموعة من الهرمونات المؤثرة في درجة نشاط أو خمول الغدد الأخرى.

أين تقع الغدة النخامية في الجسم؟

تقع الغدة النخامية في الدماغ خاصة في منطقة توجد في قاعدة الدماغ تعرف باسم تحت المهاد Hypothalamus وهي في حجم حبة البازلاء كما أنها تتكون من جزئين هما الجزء الأمامي والجزء الخلفي، وكل واحد منهما له وظيفة معينة حسب الهرمونات التي يتم إفرازها من خلاله.

أهم وظائف الغدة النخامية

تتعدد وظائف الغدة النخامية في الجسم وذلك لتعدد الهرمونات التي تفرزها والتي إما تملك تأثيرًا مباشرًا مثل الأوكسيتوسين الذي يساعد في تسهيل عملية الولادة بشكل طبيعي، أو الهرمونات التي تساعد في تنشيط الغدد الأخرى وتحفيزها على إفراز هرموناتها الخاصة.

لذلك فإن من أهم وظائف الغدة النخامية كل من الآتي:

  • المساهمة في نمو الجسم حتى البلوغ.
  • تنظيم عمليات التمثيل الغذائي وذلك بالتحكم في العمليات الخاصة بنقل الطعام وتكسيره وتحويله لطاقة لاستفادة الجسم منه أو تخزينه في صورة بروتينات ودهون.
  • عملية التناسل من خلال إفراز هرمونات تنشط الغدد الجنسية لدى كل من الجنسين.
  • الحفاظ على توازن الصوديوم والماء.
  • الاستجابة لحالات الضغط أو التعرض لصدمات.
  • أثناء الحمل والولادة، وذلك بالمساهمة في عملية إنتاج اللبن الطبيعي للأم عن طريق زيادة إفراز هرمون البرولاكتين.

أهم هرمونات الغدة النخامية

تعمل الغدة النخامية على إفراز مجموعة من الهرمونات التي تلعب العديد من الوظائف الهامة، بعضها يتم إفرازه من خلال الجزء الأمامي للغدة النخامية، والبعض الآخر يتم إفرازه عن طريق الجزء الخلفي للغدة، ويمكن تقسيمهم كالآتي مع ذكر وظيفة كل هرمون:

هرمونات الجزء الأمامي من الغدة النخاميةهرمونات الجزء الخلفي من الغدة النخامية


  1. هرمون النمو: من أهم هرمونات الغدة النخامية اللازمة للنمو الطبيعي للجسم ويتم إفرازه بشكل طبيعي حتى البلوغ وإلى 21 عام.

  2. الهرمون المنبه للغدة الدرقية: ينبه الغدة الدرقية من أجل إفراز هرموناتها التي تؤثر في عملية التمثيل الغذائي مثل هرمون الثيروكسين.

  3. الهرمون المنبه لقشرة الغدة الكظرية (فوق الكلوية): ينبه الغدة فوق الكلوية لإفراز هرموناتها والتي تتضمن الستيرويدات الطبيعية والألدوستيرون وهرمونات أخرى.

  4. الهرمون الملوتن: من ضمن الهرمونات التي تشارك في وظائف الجهاز التناسلي.

  5. الهرمون المنبه للحويصلة: مهم لبعض وظائف الجهاز التناسلي.

  6. هرمون البرولاكتين: يتم زيادة إنتاجه بشكل خاص خلال الحمل والرضاعة مما يساعد في نمو خلايا الثدي وإنتاج الحليب.




  1. الهرمون المنبه لإدرار البول (فازوبريسين Vasopressin): يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على توازن الماء والأملاح في الجسم.

  2. الأوكسيتوسين Oxytocin: مهم جدًا في حالات الولادة والرضاعة.


خلل هرمونات الغدة النخامية

تُفرَز الهرمونات بشكل فسيولوجي لأداء الوظائف الحيوية بكفاءة بنسب معينة، فإذا زادت هذه النسب عن الطبيعي تُعرَف هذه الحالة بحالة فرط نشاط الغدة النخامية Hyperpituitarism.

أما في حالة كانت كمية الهرمونات المفرزة أقل من النسب الطبيعية فإن هذه الحالة تسمى بخمول أو كسل الغدة النخامية Hypopituitarism وكلا الحالتين تمثلان خللًا في هرمونات الغدة النخامية.

أعراض خلل هرمونات الغدة النخامية

قد توجد أعراض كثيرة ومتنوعة تصاحب خلل الغدة النخامية مثل:

  • نقص أو زيادة في النمو (لخلل نسب هرمون النمو).
  • زيادة في الوزن أو خسارة الوزن وذلك لخلل في الهرمونات المنشطة للغدة الدرقية مما يؤثر على عمليات الأيض.
  • ظهور تغييرات جسدية أو شعور بتقلب سريع في الحالة المزاجية.
  • وجود مشكلات في الرؤية وصداع بشكل مستمر (في الأغلب نتيجة وجود ورم).
  • الإصابة بتشنجات أحيانًا.
  • القيء والغثيان بشكل متكرر.

أسباب خلل هرمونات الغدة النخامية

يعد المسبب الرئيسي لوجود خلل في هرمونات الغدة النخامية إما بالنقص أو بالزيادة هو وجود ورم في الغدة النخامية، وفي الأغلب يعد ورم غير سرطاني ويمكن علاجه، كذلك توجد أسباب أخرى لخلل هرمونات الغدة النخامية منها:

  • تعرض الدماغ لإصابة شديدة.
  • وجود نزيف في الغدة أو بالقرب من منطقة الغدة النخامية.
  • بعض أنواع الأدوية ومن ضمنها أدوية علاج السرطان.

أورام الغدة النخامية

ورم الغدة النخامية هو نمو غير طبيعي في خلايا الغدة النخامية مما يضغط على أنسجتها وقد يؤثر على كميات الهرمونات المفرزة إما بالزيادة أو النقصان.

وفي بعض الأحيان لا يمكن اكتشاف هذه الأورام في حال كانت صغيرة الحجم أو لا تصاحبها أعراضًا واضحة، أما في حالة الأورام كبيرة الحجم قد تظهر أعراض مباشرة مثل الصداع ومشكلات في الرؤية.

كذلك توجد أنواع مختلفة من الأورام التي تصيب الغدة النخامية كالآتي:

  • ورم الخلايا الفارغة: وهو النوع الأكثر شيوعا ولحسن الحظ أن هذه الخلايا غير وظيفية مما لا يؤثر على نسب الهرمونات بالسلب.
  • الورم البرولاكتيني: في هذا النوع يحدث خللًا يؤدي لزيادة في إفراز هرمون البرولاكتين، مما يسبب ظهور خلل في الدورة الشهرية للسيدات، وقد يبدأ إفراز الحليب وخروج إفرازات من الثدي حتى في حال كون المرأة غير حامل أو مرضع. ويستخدم العديد من الأدوية للتعامل مع هذه الحالة الطبية مثل: اقراص التكنوفيولا
  • الأورام المفرزة للهرمون المنبه للغدة الكظرية: وقد يؤدي ذلك لإفراز السترويدات الموجودة في الجسم والمعروفة باسم جلوكوكورتيكويد Glucocorticoids والتي قد تسبب عددًا من الأعراض، مثل: هشاشة في العظام، وارتفاع في ضغط الدم، وتراكم الدهون في الوجه والرقبة ومنطقة الظهر، كذلك قد تؤدي لانخفاض في مناعة الجسم.
  • الورم المسبب لإفراز هرمون النمو: يؤدي هذا الورم في الأطفال لحالة طبية تعرف بالعملقة Gigantism مما قد يسبب زيادة في طول الطفل عن الطبيعي وكذلك نمو في الأطراف، أما في حال البالغين قد يؤدي للإصابة بحالة تعرف باسم تضخم الأطراف Acromegaly حيث تنمو أطراف الجسم مثل الأيدي والأقدام ومنطقة الجمجمة بشكل زائد عن الحد الطبيعي، كذلك يحدث تغير في ملامح الوجه وألم في المفاصل.

تحاليل لكشف وتشخيص أورام الغدة النخامية 

توجد مجموعة من التحاليل والتشخيصات التي يمكن للطبيب القيام بها في حال وجود شكوك حول احتمالية الإصابة بأورام الغدة النخامية، والتي قد تصاحبها أعراضًا ترتبط بزيادة أو نقص في الهرمونات، ومن أهم هذه الاختبارات الآتي:

  • اختبارات الدم: يساعد هذا النوع من الاختبارات في الكشف عن نسب الهرمونات في الدم، والتي يدل زيادتها أو نقصها على احتمالية وجود ورم في الغدة النخامية.
  • اختبارات الرؤية: إذا كان الورم في الغدة النخامية كبير الحجم Macroadenoma فإنه قد يضغط على العصب البصري مما يسبب مشكلات في الرؤية، وقد يؤدي في نفس التوقيت لنقص في إفراز هرمونات الغدة النخامية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يساعد في الكشف عن مكان الورم ومعرفة حجم الورم وذلك بعمل صورة ثلاثية الأبعاد لمنطقة الدماغ، كذلك يمكن للطبيب أن يحقن مادة معاينة تعرف باسك معامل التباين في وريد في منطقة الذراع مما يساعد في توضيح الرؤية بالنسبة للطبيب.
  • الخزعة: يمكن خلال هذا الإجراء أن يتمكن الطبيب من أخذ عينىة من النسيج المشكوك في إصابته وتحليلها عبر الميكروسكوب لمعرفة نوع الإصابة وهل هو ورم حميد أم سرطاني.

كيف يمكن علاج ورم الغدة النخامية؟

توجد 3 بروتوكولات لعلاج أورام الغدة النخامية وهي تنحصر في الآتي:

  1. العلاج باستخدام الأدوية: يختلف اختيار نوع الأدوية بحسب نوع الورم وطبيعة الهرمونات التي يتم إفرازها بكثرة أو التي يحتاجها الجسم وإفرازها يعد أقل من الطبيعي.
  2. العلاج بالطرق الجراحية: تعد من الخيارات المفضلة حال وجود ورم صغير الحجم في الغدة النخامية.
  3. العلاج باستخدام الإشعاع: يتم استخدامه في حالة كان الورم كبير الحجم أو كونه ورمًا سرطانيًا قابل للانتشار، ويوجد أكثر من طريقة تتبع هذا العلاج وهي:
    • الإشعاع الخارجي: يتم في هذا النوع تسليط حزمة من الأشعة على الخلايا السرطانية مما يساهم في التخلص منها، مع وجود حماية خاصة للأجزاء المحيطة بالمنطقة المراد علاجها لتجنب أثر الإشعاع، وهذا الإجراء قد يستغرق بضع دقائق فقط.
    • الجراحة الراديوية: هو نوع يتم خلاله تركيز جرعة عالية من الأشعة تبدو مثل سكين دقيق للاستئصال، وتوجيهها على الجزء المصاب بالورم وهو إجراء يشبه الجراحة ولكنه لا تستخدم فيه أي أدوات جراحية، ويتم خلاله إزالة الورم في جلسة واحدة.

قصور وظائف الغدة النخامية

هي حالة طبية نادرة تعرف باسم hypopituitarism وتتناقص فيها وظائف الغدة النخامية مما يؤدي لنقص في إفراز واحد من هرموناتها أو أكثر وتقسم بذلك لعدة أنواع كالآتي:

  • قصور الغدة النخامية المعزول: يحدث نقص أو انعدام في إفراز هرمون واحد فقط.
  • قصور هرمون الغدة النخامية المتعدد: يتأثر في هذا النوع هرمونان أو أكثر بالنقص أو لا يتم إفرازهما إطلاقًا.
  • قصور الغدة النخامية الكلي: في هذا النوع لا يتم إفراز أي نوع من هرمونات الغدة النخامية بشكل كلي أو جميعها يتم إفرازها بكميات غير كافية.

كذلك يوجد تقسيم آخر لأنواع قصور الغدة النخامية بُناءً على الأسباب المؤدية لذلك كالآتي:

  • قصور الغدة النخامية الأولي: يحدث نتيجة تلف أو اضطراب في الغدة النخامية نفسها.
  • قصور الغدة النخامية الثانوي: يحدث نتيجة اضطراب أو تلف في منطقة تحت المهاد والتي ترتبط بالغدة النخامية بمجموعة من الأوعية الدموية كما تحفز الغدة النخامية على إفراز هرموناتها.
  • قصور النخامية مجهول السبب أو المنشأ: لا يمكن التنبؤ بالسبب الحقيقي وراء هذا الخلل، وقد يكون نتيجة خلل وراثي أو خلل في الجينات.

أدوية تنشيط الغدة النخامية

يعتمد علاج قصور الغدة النخامية على معرفة أي من هرمونات الغدة التي يوجد خلل في إفرازها ويمكن التعويض عنها ببدائل هرمونية حسب طبيعة كل هرمون، كذلك بمعرفة السبب وراء الإصابة وعلاجها فإذا كانت نتيجة ورم قد يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي أو الإشعاعي، ولذلك فإن كل حالة يتم التعامل معها بشكل منفرد بواسطة الطبيب المتخصص.

فرط نشاط الغدة النخامية

تؤدي هذه الحالة لاضطراب في وظائف الغدة النخامية مما يؤدي لزياة في إفراز هرموناتها، وقد يكون السبب الرئيسي وراء ذلك وجود ورم في الغدة النخامية، وقد تم تناول هذا الجزء بالتفصيل في المقال.

ويتم علاج تلك الحالة من خلال 3 بروتوكولات إما بأدوية مضادة للهرمونات التي يتم إفرازها بكميات زائدة مثل البرولاكتين أو هرمون النمو، ويمكن العلاج بالجراحة أو الإشعاع للتخلص من الورم واستئئصاله بشكل نهائي.

0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *