الهرمونات والأدوية المناعية
هرمون البرولاكتين: النسبة الطبيعية وهل يمنع الحمل؟

هرمون البرولاكتين: النسبة الطبيعية وهل يمنع الحمل؟

قد توجد العديد من التساؤلات حول هرمون البرولاكتين تتعلق بمحاولة معرفة النِسب الطبيعية له في كل من الرجل أو المرأة، ومن ثم التعرف على الحالات التي يحدث فيها ارتفاع لهرمون البرولاكتين أو انخفاض، وتحديد الأسباب وراء ذلك، ومن ثم يمكن البحث عن طريقة لعلاج ارتفاع أو انخفاض هذا الهرمون.

ما هو هرمون البرولاكتين؟

هرمون البرولاكتين Prolactin والمعروف كذلك باسم هرمون الحليب هو عبارة عن مادة كيميائية يتم إفرازها من خلال الجزء الأمامي للغدة النخامية في الدماغ،

يوجد بشكل طبيعي عند كل من الرجال والنساء، ولكن نسبه الطبيعية عند الرجال تكون أقل، وقد يزداد عن هذه النسب في النساء في بعض الحالات مثل الحمل والرضاعة والتي يعد ارتفاع هرمون الحليب خلالها أمر طبيعي.

ما هي وظائف البرولاكتين؟

تتعدد وظائف البرولاكتين في الجسم، ولكن له دورين أساسيين في الجسم:

  1. يساعد في تكوين ونمو الغدد الثديية بمنطقة الصدر لدى الإناث، كذلك يساعد في عملية تكوين الحليب (لذلك سُمي بهرمون الحليب).
  2. له دور هام في المساعدة على إفراز الحليب كذلك وانتقاله لمنطقة الثدي، مما يسهل من عملية الرضاعة على الأم.

نسبة هرمون البرولاكتين الطبيعية عند الرجال

هرمون البرولاكتين يتم إفرازه بنسبة قليلة للغاية عند الرجال وهي في الطبيعي تكون أقل من 20 نانوجرام من البرولاكتين في كل مللي من الدم، كذلك غير واضح إلى الآن ما هو دور هرمون البرولاكتين عند الرجال.

نسبة هرمون البرولاكتين الطبيعية عند النساء

تختلف نسبة هرمون البرولاكتين من إمرأة إلى أخرى بعدد من الحالات، وتعد النسب الطبيعية له عند النساء كالآتي:

  • عند غير المتزوجات: تكون نسبة هرمون الحليب أقل من 25 نانو جرام لكل مللي.
  • عند الحوامل والمرضعات: تكون نسبته مرتفعة وهذا الارتفاع طبيعي للغاية لحاجة الثدي إلى النمو وإنتاج اللبن في مرحلتي الحمل والرضاعة، وتتراوح نسبته بين 80-400 نانو جرام لكل مللي.

ما هي نسبة هرمون الحليب التي تمنع الحمل؟

إذا كانت نسبة هرمون الحليب مرتفعة عن الطبيعي إما لورم في الغدة النخامية أو لزيادة غير طبيعية في إفراز هرمون البرولاكتين، فإنه يودي إلى حدوث توقف أو اختلال في الطمث (الدورة الشهرية) مما يؤثر على عملية التبويض بشكل أساسي ويسبب في النهاية صعوبة في الحمل.

اقرئي ايضا علاج تكيس المبايض للمتزوجة بالأدوية

أعراض ارتفاع البرولاكتين

تختلف أعراض ارتفاع هرمون البرولاكتين في الحالات غير الطبيعية مثل الحمل أو الولادة في الرجال أو النساء البالغات غير المتزوجات، ويمكن توضيح هذه الفروق في الأعراض من خلال الجدول الآتي:

أعراض ارتفاع البرولاكتين عند الرجالأعراض ارتفاعه عند النساء (غير المتزوجات)


  • تضخم في منطقة الصدر عند الرجل.

  • خروج إفرازات من الحلمات.

  • ضعف الرغبة الجنسية عند الرجل.

  • قد يحدث ضعف في الانتصاب خلال العملية الجنسية.

  • نقص في شعر الجسم.




  • عدم انتظام في الدورة الشهرية، وقد يحدث توقف في الدورة الشهرية قبل الوصول لسن اليأس عند بعض النساء.

  • ظهور إفرازات حول الحلمات قد يصاحبه نزول للبن حتى في حالة عدم وجود حمل أو كون المرأة مرضع.

  • تعب في منطقة الثدي.

  • ضعف في الخصوبة.


أما بالنسبة للنساء اللاتي اقتربن من سن اليأس وتوقف الطمث قد يعانين من أعراض خمول الغدة الدرقية وهي تتمثل في:



  • زيادة في الوزن.

  • ألم في العضلات.

  • عدم تحمل البرودة.

  • الشعور بالتعب والإصابة بالإمساك.


أسباب ارتفاع هرمون البرولاكتين

توجد مجموعة من الأسباب المختلفة التي قد تؤدي لارتفاع غير طبيعي في البرولاكتين وهي تتلخص في الآتي:

  • الإصابة بورم في الغدة النخامية يعرف باسم الورم البرولاكتيني Prolactinoma.
  • إصابة في منطقة الصدر سواء بتعرضها لجروح شديدة أو التهابات.
  • الإصابة بخمول في الغدة الدرقية مما يؤدي لنقص في إفراز هرموناتها.
  • تعرض منطقة تحت المهاد التي توجد بها الغدة النخامية للإصابة.
  • مرض في الكلية.
  • بعض الأدوية قد تؤدي لزيادة في هرمون الحليب، مثل: حبوب منع الحمل، ومضادات الاكتئاب، وبعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم.

أسباب ارتفاع هرمون الحليب عند المتزوجات

ترجع زيادة هرمون الحليب وارتفاع نسبته عند المتزوجات إلى سببين طبيعيين وهما الحمل والولادة، إذ يستعد الجسم بشكل فسيولوجي لاستقبال مولود جديد ولذلك يساعد هرمون الحليب في نمو خلايا الثدي وزيادة إنتاج الحليب وإفرازه عند المرضعات بعد الولادة إلى الغدد الثديية.

طرق علاج ارتفاع هرمون البرولاكتين في الدم

يرجع السبب الرئيسي للإصابة بارتفاع البرولاكتين في الدم فيما يعرف باسم Hyperprolactinemia إلى حدوث ورم في الغدة النخامية وهو ورم غير سرطاني يؤدي لزيادة في إفراز هرمون اللبن بشكل مفرط فيما يعرف باسم الورم البرولاكتيني Prolactinoma.

كما يمكن علاج ارتفاع هرمون البرولاكتين بمجرد تشخيص السبب الرئيسي المؤدي إلى تلك الحالة سواء أكان نتيجة الورم البرولاكتيني، أو في حال كانت زيادة نسبته بسبب تناول بعض الأدوية فحينها يمكن ضبط مستوياته بتقليل أو تبديل تلك الأدوية من خلال الطبيب.

كذلك فإن العلاج الدوائي لارتفاع هرمون اللبن الناتج من الورم البرولاكتيني هو كالآتي:

  • عن طريق استخدام محفزات لإفراز مادة الدوبامين وتسمى Dopamine agonists ومن هذه الأدوية:
    • كابرجولين Cabergoline: ويوجد بعدة أسماء تجارية هي دوستينكس Dostinex، كابرجامون Cabergamoun، كابروستينكس Cabrostinex.
    • بروموكربتين Bromocriptine: ومن أهم أسمائه في السوق: لاكتوديل Lactodel، دوباجون Dopagon، بارلوديل Parlodel.
  • العلاج بواسطة الجراحة في حال عدم فاعلية العلاج الدوائي عن طريق إزالة الورم.
  • العلاج الإشعاعي كمرحلة أخيرة في حال عدم قدرة الأدوية أو الجراحة على خفض مستويات الهرمون المرتفعة.

مدة علاج ارتفاع هرمون الحليب

تعمل الأدوية على خفض هرمون الحليب إلى مستوياته الطبيعية في الدم فيما يقارب أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع أو أكثر، ولكن فيما يتعلق بالورم البرولاكتيني ذاته فذلك قد يأخذ المزيد من الوقت بما يصل إلى عدة أسابيع أو شهور.

أعراض انخفاض البرولاكتين

يمكن أن يصاب أي من الرجال أو النساء بحالة أخرى على النقيض من الأولى وهو التعرض لنقص في هرمون البرولاكتين في الدم Hypoprolactinemia وقد تنتج بشكل أساسي نتيجة تلف أو نقص في وظائف الغدة النخامية.

ومن أشهر الأعراض التي قد تصاحب تلك الحالة في الرجال أو النساء هي:

  • حالة من القلق.
  • تأخر في البلوغ وضعف الخصوبة عند النساء.
  • نقص في حركة الحيوانات المنوية لدى الرجال.
  • قلة تركيز أو أعداد الحيوانات المنوية في السائل المنوي مما يؤدي لضعف الخصوبة عند الرجال.
  • صعوبة في إفراز اللبن بعد الولادة، مما يصعب من عملية الرضاعة، وقد يمكن اللجوء إلى اللبن الصناعي.

أسباب انخفاض البرولاكتين

هناك مجموعة من الأسباب التي قد تكون وراء نقص إفراز البرولاكتين وهي تتلخص في الآتي:

  • نتيجة خلل في وظائف الجزء الأمامي من الغدة النخامية، مما قد يؤدي لنقص في هرموناتها مثل هرمون النمو وكذلك هرمون البرولاكتين.
  • ورم ثانوي في منطقة من الدماغ قد يؤثر بالسلب على وظائف الغدة النخامية.
  • الإصابة بمتلازمة شيهان، والتي قد تؤدي لموت في خلايا الجزء الأمامي من الغدة النخامية.
  • التعرض لعدوي في الدماغ نتيجة إصابة الدماغ أو حادث.

علاج انخفاض البرولاكتين

في الغالب ما يشير الطبيب على المرأة بعد النفاس وفي مرحلة الرضاعة باللجوء إلى اللبن الصناعي في حال عدم كفاية الحليب الطبيعي، كذلك توجد بعض الأدوية التي قد تساعد في زيادة إنتاج الحليب مثل:

الأدوية المثبطة لمادة الدوبامين ومن أشهرها مادة ميتوكلوبراميد Metoclopramide: ويوجد بأسماء تجارية مثل: كلوبرام Clopram، ميكالوبرام Meclopram.

سترات الكلوميفين clomiphene citrate هو دواء آخر قد يفيد في حالات نقص الخصوبة: ويوجد بأسماء تجارية منها: كلوميد Clomid، كلوميفرت Cloimfert.

0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *