علاج التهاب الغدة الدرقية
ينبغي المسارعة في علاج التهاب الغدة الدرقية فور الإصابة به؛ تفاديًا للمضاعفات المُحتمَلة، ويختلف العلاج المُتَّبع؛ حسب نوع الالتهاب الذي أُصِيب به المريض، وتبدأ علامات الشفاء في الظهور مع استعادة المستويات الطبيعية لهرمونات الغدة الدرقية.
هل التهاب الغدة الدرقية مزمن؟
نعم، قد يكون التهاب الغدة الدرقية مزمنًا، كما في حالة:
- التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي، خاصةً المُصاحب لداء هاشيموتو.
- التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة.
- التهاب الغدة الدرقية الناجم عن تناول بعض الأدوية، مثل: أميودارون، والليثيوم.
مضاعفات التهاب الغدة الدرقية
قد يُؤدِّي إهمال التهابات الغدة الدرقية إلى المعاناة من مضاعفاتٍ عديدة، خاصةً مع مرض هاشيموتو؛ إذ هو من أبرز أسباب التهابها، ومِنْ ثَمَّ فالمضاعفات كما يلي:
- تضخُّم الغدة الدرقية بمختلف أنواعه.
- العقم؛ إذ يتأثَّر التبويض لدى السيدات، كما تتأثَّر الحيوانات المنوية لدى الرجال.
- اضطرابات القلب؛ بسبب زيادة مستويات الكوليسترول في الدم، والذي قد يُؤدِّي إلى تصلب الشرايين، أو الإصابة بنوبات قلبية، وقد يُؤدِّي قصور الغدة الدرقية الشديد إلى دكاك التامور؛ إذ يفقد القلب قدرته على ضخِّ الدم؛ إثر تجمُّع الدم حوله وضغطه على البطين.
- مضاعفات الحمل لدى السيدات، مثل: الإجهاض، وزن منخفص عند الولادة، اضطرابات القلب والتنفس لدى الجنين، أو الولادة المُبكِّرة.
- الوذمة المخاطية، وهي حالة شديدة من قصور الغدة الدرقية؛ إذ يسقط المريض في غيبوبة، قد تُودِي بحياته، يصحب ذلك تغيُّرات في الجلد كانتفاخه وتورُّمه.
كيف تتجنَّب مضاعفات التهاب الغدة الدرقية؟
يُمكِن تجنُّب مضاعفات التهاب الغدة الدرقية بسرعة تلقِّي العلاج المناسب فور ظهور أعراض التهاب الغدة الدرقية ، وعدم التهاون في الجرعات التي يُقرِّرها الطبيب، أو التواني عن تناول الأدوية الموصوفة.
كذلك، ينبغي زيارة الطبيب بانتظام لمتابعة الغدة الدرقية ومدى نجاح العلاج، والحرص على نمط معيشةٍ صحي، متضمِّنًا:
- النشاط البدني وممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
- الإقلاع عن التدخين إِنْ كُنتَ مُدخِّنًا.
- الحد من التوتر، فلن يُساعِد في العلاج بأي حالٍ من الأحوال.
أدوية علاج التهاب الغدة الدرقية
يختار الطبيب الأدوية المُناسِبة لعلاج التهاب الغدة الدرقية، حسب نوعه، كما يستغرق العلاج الدوائي فترةً مُعيَّنة تتنوَّع من نوع التهابٍ إلى آخر، كما يتضح فيما يلي:
علاج التهاب الغدة الدرقية الحاد
- غالبًا ما ينشأ الالتهاب الحاد عن عدوى بكتيرية؛ لذا يُعالَج ذلك الالتهاب بالمضادات الحيوية الوريدية، مثل: البنسلين، أو الأمبسلين.
- حال الحساسية تجاه البنسلين، قد يصف الطبيب مضادات حيوية أخرى من فئة السيفالوسبورين، ويستغرق العلاج بالمضادات الحيوية بين 10 – 14 يومًا؛ وهو ضروري لمنع تكوين خُرَّاج.
علاج التهاب الغدة الدرقية دون الحاد
- لا تحتاج التهابات الغدة الدرقية دون الحادة إلى علاجٍ عادةً؛ إذ سرعان ما يزول تلقائيًا، لكن قد يصف الطبيب أسبرين منخفض الجرعة؛ للتغلُّب على الألم الذي يُعانِيه المريض جراء ذلك الالتهاب.
- أيضًا، فإنَّ دواء بروبرانولول من الأدوية الموصوفة أحيانًا؛ لتخفيف أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية.
- قد يحتاج بعض المرضى إلى الحصول على ليفوثيروكسين، خاصةً في حالة قصور الغدة الدرقية؛ لتعويض نشاط الهرمونات الدرقية.
علاج التهاب الغدة الدرقية المزمن
- يعتمد العلاج على نتائج اختبارات الغدة الدرقية، ففي حال قصور الغدة الدرقية، وزيادة مستويات الهرمون المُنبِّه للدرق TSH، يصف الطبيب دواء ليفوثيروكسين.
- ثمَّة خلافٌ حول استخدام الثيروكسين في العلاج حال تضخُّم الغدة الدرقية الناجم عن التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي، خاصةً مع مستويات طبيعية لهرمون TSH، وT4 الحر، وقد أشارت بعض الأبحاث إلى إمكانية العلاج تقليل حجم الغدة الدرقية لدى الأطفال.
علاج التهاب الغدة الدرقية الفيروسي
الالتهاب الفيروسي أو الالتهاب دون الحاد، يقتصر علاجه فقط على تخفيف الأعراض التي يُعانِيها المريض، ومِنْ ثَمَّ قد يصف الطبيب:
- الأسبرين أو الإيبوبروفين: لتخفيف الألم الذي يشعر به المريض، خاصةً إذا كان الالتهاب خفيفًا.
- بريدنيزولون: يُستخدَم في الحالات الأشدّ؛ لتخفيف الالتهاب، وتقليل التورُّم.
- حاصرات بيتا: لتقليل أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية.
- هرمونات الغدة الدرقية: إذا صارت الغدة الدرقية خاملة جدًا خلال فترة التعافي بعد معالجة الالتهاب.
الفرق بين التهاب الحلق والتهاب الغدة الدرقية
تقع الغدة الدرقية في الجزء الأمامي السفلي من الرقبة، بينما الحلق يشمل البلعوم واللوزتين، ومِنْ ثَمَّ فموطن الالتهاب مختلف أولًا.
ثانيًا، قد ينشأ التهاب الحلق نتيجة عدوى بالأساس إمَّا بكتيرية أو فيروسية، أو حتى بسبب الحساسية، أمَّا التهاب الغدة الدرقية، فغالبًا ما ينجم عن اضطراب المناعة الذاتي.
ثالثًا، لا يُؤثِّر التهاب الحلق في مناطق الجسم الأخرى بعكس التهاب الغدة الدرقية، الذي قد يُسبِّب أعراضًا أخرى بعيدًا عن الرقبة، مثل: عدم انتظام الدورة الشهرية، تساقط الشعر، ضعف الخصوبة، وتغيُّرات الوزن، وغير ذلك.
أحيانًا، قد يأتي التهاب الحلق، وهو جزءٌ من الجهاز التنفسي العلوي، مع نزلات البرد، أو غيرها من العدوى التي تُصِيب الجهاز التنفسي، ثُمَّ يتبعها التهاب الغدة الدرقية، فيما يُعرَف بالتهاب الغدة الدرقية دون الحاد، والذي قد يستمر شهرًا أو اثنين، ثمَّ يزول تلقائيًا.
علامات الشفاء من التهاب الغدة الدرقية
استعادة المستويات الطبيعية لهرمونات الغدة الدرقية يعد أبرز علامات الشفاء من التهابها، إضافةً إلى غياب الأعراض التي كان يُعانِيها المريض، أو على الأقل تراجع وطأتها، مثل:
- انتظام الدورة الشهرية لدى السيدات.
- تحسُّن طاقة الجسم، وتراجع الإرهاق.
- تحسُّن الحالة المزاجية، وتراجع القلق والاكتئاب.
- غياب آلام المفاصل والعضلات.
- انتظام نشاط الأمعاء والقولون، وغياب الإسهال أو الإمساك.
- سهولة التأقلم مع درجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة، كما اعتاد المريض قبل المرض.
كيف تختار أفضل طبيب لعلاج التهاب الغدة الدرقية؟
من الصعب التنبؤ بمسار التهاب الغدة الدرقية، وما قد يؤول إليه، مِمَّا يتطلَّب اختيار طبيب كفءٍ للتعامل مع المرض بأفضل الطرق التشخيصية والعلاجية الممكنة، ومِمَّا ينبغي أن يتصف به الطبيب ما يلي:
- ذو خبرة كبيرة في علاج اضطرابات الغدة الدرقية والغدد الصماء.
- حاصل على درجة علمية كبيرة في اختصاص الغدد الصماء.
- مُطَّلع على أحدث التقنيات العلاجية المُتعلِّقة بالغدة الدرقية.
- مشهور بحسن التعامل مع المرضى، والمتابعة الدورية لهم.
- العيادة نظيفة ومُجهَّزة بأحدث الأجهزة التشخيصية والعلاجية المطلوبة.
- قادر على تحديد الخطة العلاجية المُناسِبة لكل مريضٍ على حدة، وفق حالته المرضية.
الخلاصة
التهاب الغدة الدرقية مُؤدٍ إلى فرط نشاطها، أو خمولها، وإن كان الخمول هو الغالب، كما أنَّ مرض هاشيموتو هو أشهر سببٍ لذلك الالتهاب، وهو اضطراب مناعة ذاتي.
تنقسم أنواع الالتهاب إلى حادٍ؛ كالناجم عن عدوى بكتيرية، ودون الحاد، كالتابع لعدوى الجهاز التنفسي العلوي، ويُظنّ أنَّه فيروسي المنشأ، ومزمن، كالناشئ عن أمراض المناعة الذاتية، أو عن تناول بعض الأدوية، مثل: الليثيوم، أميودارون.