جرعة دواء تريو كلار لعلاج جرثومة المعدة: دواعي الاستعمال والتكلفة
جرثومة المعدة هي نوع من البكتيريا المجهرية ذات الشكل الحلزوني والتي يمكن العثور عليها في معدة البشر وبعض الحيوانات، إذ تم التعرف عليها لأول مرة في عام 1982 من قبل العالمين الأستراليين باري مارشال وروبن وارين، اللذان تلقيا لاحقًا جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب في عام 2005 لاكتشافهما.
وهي بكتيريا قد تؤدي مع نشاطها في المعدة إلى حدوث تمزق أو تهتك في جدار المعدة فيما يسمى بقرحة المعدة، ولكن في حال الإصابة بها وكونها خاملة فإنها تكون غير مؤثرة، كما أنه لحسن الحظ يمكن علاجها بسهولة وذلك من خلال مجموعة من الادوية تشمل مضادات حيوية ومواد تقلل من إفراز حمض المعدة.
كما يتميز علاج جرثومة المعدة بأنه يكون علاجًا مجمعًا أي يشمل المضادات الحيوية ومثبطات إفراز حمض المعدة في علاج واحد، ولذلك يتناول المقال الآتي دواء تريو كلار trio-clar المستخدم كعلاج للبتكتيريا الحلزونية المسماة بجرثومة المعدة، والقضاء عليها خلال عدة أيام أو أسابيع قليلة.
ما هو دواء تريو كلار؟
يعد دواء تريو كلار تركيبة من 3 أدوية مختلفة، إذ تلعب هذه الأدوية دورًا هامًا في القضاء على جرثومة المعدة والتخلص منها وهي كالآتي:
- يتكون الدواء من حبوب خضراء تحتوي على مادة أومبيرازول بتركيز: 20 مجم، وهذه المادة تساعد في التقليل من معدل إفراز حمض المعدة الذي قد يفاقم من أثر القرحة الناتجة من الجرثومة.
- كذلك يتكون من حبوب بيضاء وصفراء تحتوي على نوعين من المضادات الحيوية هما: كلاريثرومايسين وتينيدازول على التوالي وكلاهما بتركيز 500 مجم للقرص الواحد، إذ ثبت أن لتلك البكتيريا القدرة على مقاومة المضادات الحيوية إذا أعطيت بشكل منفرد، ولهذا يتم إعطاء أكثر من مضاد حيوي ومضاد للجراثيم للقضاء عليها.
دواعي استعمال دواء تريو كلار
يُستَخدم العلاج الثلاثي المتمثل في دواء تريو كلار بشكل أساسي للقضاء على البكتيريا الحلزونية H-pylori والتخلص منها بشكل نهائي وذلك لأنها قد تزيد من حالة قرحة المعدة وتؤدي لمشكلات أخرى مع الوقت إن لم يتم التعامل معها مما قد يقود في النهاية إلى سرطان في المعدة.
ويعد دواء تريو كلار واحد من ضمن العلاجات الفعالة لهذه البكتيريا، ويتم وصف العلاج من قبل الطبيب المختص بعد تأكد التشخيص بإصابة المريض بالفعل بهذه البكتيريا.
ما هي الجرعة الخاصة بدواء تريو كلار؟
بحسب أغلب البروتوكولات المستخدمة من قبل الأطباء في التعامل مع البكتيريا الحلزونية h-pylori فإن فعالية العلاج تتراوح في حدود 14 يومًا أي بمعدل أسبوعين من العلاج، ولهذا يتم تناول دواء تريو كلار كواحد ضمن بروتوكولات العلاج الثلاثي المتوفرة لعلاج جرثومة المعدة ضمن هذه الجرعات:
- يتم تناول الأقراص ذات اللون الأخضر التي تتكون من مادة أومبيرازول بتركيز 20 مجم قبل الوجبات مرتين يوميًا أي كل 12 ساعة.
- يتم كذلك تناول الأقراض ذات اللون الأبيض والأصفر بتركيز 500 مجم والتي تحتوي على المضاد الحيوي كلاريثرومايسين ومضاد الجراثيم تينيدازول بعد الوجبات مباشرةً مرتين يوميًا أي كل 12 ساعة.
ويستمر هذا العلاج ضمن هذه الجرعات وبهذا النمط لمدة 14 يوما على التوالي، مما يساهم في التخلص من البكتريا والقضاء عليها بشكل نهائي.
ما هي جرثومة المعدة؟
يمكن أن تسبب جرثومة المعدة التهابًا وتهيجًا في المعدة وهي السبب الرئيسي للقرحة الهضمية في المعدة والاثني عشر، وهو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، كما تم ربط هذه البكتيريا بزيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة.
ومن المثير للاهتمام أن نسبة كبيرة من سكان العالم مصابون بالبكتيريا الحلزونية، ولكن ليس كل شخص مصاب يعاني من أعراض أو يصاب بمضاعفات ففي كثير من الحالات يمكن أن تظل العدوى بدون أعراض.
ما هي أعراض جرثومة المعدة؟
غالبًا لا تسبب عدوى جرثومة المعدة (H. pylori) أي أعراض لدى العديد من الأفراد ومع ذلك، عندما تحدث الأعراض فإنها عادةً ما ترتبط بتهيج والتهاب بطانة المعدة، مما قد يؤدي إلى التهاب المعدة أو القرحة الهضمية، وقد تشمل أعراض عدوى هذه البكتيريا ما يلي:
- ألم في البطن: غالبًا ما يحدث في الجزء العلوي من البطن وقد يتفاقم عندما تكون المعدة فارغة أو بعد الوجبات.
- الانتفاخ: الشعور بالامتلاء أو عدم الراحة في منطقة المعدة.
- الغثيان: الشعور بالغثيان أو الرغبة في التقيؤ.
- فقدان الشهية: انخفاض الرغبة في الأكل أو الشعور بالامتلاء بعد تناول كمية قليلة فقط من الطعام.
- الحموضة المعوية أو عسر الهضم: إحساس بالحرقان في الصدر أو أعلى البطن، وغالبًا ما يحدث بعد الأكل ويرافقه أحيانًا طعم لاذع في الفم.
من المهم ملاحظة أن هذه الأعراض يمكن أن تكون ناجمة عن حالات أخرى وليس فقط لعدوى جرثومة المعدة.
أسباب جرثومة المعدة
الأسباب المحددة لانتقال جرثومة المعدة والاصابة بها غير مفهومة تمامًا ومع ذلك، يُعتقد أن البكتيريا يمكن أن تنتشر من خلال عدة طرق:
- الانتقال عن طريق الفم: قد تنتقل جرثومة المعدة من شخص لآخر من خلال الاتصال المباشر باللعاب، مثل مشاركة الأواني أو الشرب من نفس الزجاج أو التقبيل.
- تلوث الغذاء: يمكن أن تنتشر جرثومة المعدة أيضًا من خلال الطعام أو الماء الملوث، خاصةً في المناطق التي تعاني من سوء الصرف الصحي والنظافة.
- الارتجاع المعدي: في بعض الحالات قد تنتقل جرثومة المعدة عن طريق الارتجاع المعدي (التدفق العكسي لمحتويات المعدة إلى المريء)، مما قد يتسبب في استنشاق البكتيريا إلى الجهاز التنفسي ثم ابتلاعها، مما يؤدي إلى الإصابة بالعدوى.
- العوامل البيئية: تشير بعض الدراسات إلى أن جرثومة المعدة قد تكون موجودة في البيئة في الأساس، مثل بعض مصادر المياه أو على الأسطح، مما قد يسهل الانتقال غير المباشر.
طرق تشخيص جرثومة المعدة
يمكن تشخيص جرثومة المعدة باستخدام عدة اختبارات مختلفة، ولكل اختبار مزاياه وقيوده الخاصة، وسيختار طبيبك الطريقة الأنسب بناءً على أعراض المريض والتاريخ الطبي وعوامل أخرى، إذ تشمل طرق التشخيص الشائعة لجرثومة الملوية البوابية ما يلي:
- فحص الدم: يقيس هذا الاختبار الأجسام المضادة ضد بكتيريا جرثومة المعدة في الدم، والتي يمكن أن تشير إلى وجود عدوى حالية أو سابقة.
- اختبار تنفس اليوريا: يُطلب من المريض ابتلاع كبسولة أو سائل أو رقاقة تحتوي على كمية صغيرة من اليوريا الموصوفة بنظير الكربون غير المشع، إذا كانت الجرثومة الحلزونية موجودة في المعدة فسوف تكسر اليوريا وتطلق ثاني أكسيد الكربون الذي يتم امتصاصه في مجرى الدم وزفيره من خلال التنفس، كما يتم جمع الزفير وتحليله بحثًا عن الكربون، مما يشير إلى الإصابة بالبكتيريا الحلزونية.
- اختبار مستضد البراز: يكتشف هذا الاختبار وجود مستضدات جرثومة المعدة في عينة البراز، مما قد يشير إلى وجود عدوى نشطة، ويعد أكثر دقةً من اختبارات الدم ويمكن استخدامه أيضًا لتأكيد ما إذا كان العلاج قد نجح في القضاء على البكتيريا.
- التنظير مع الخزعة: أثناء تنظير الجهاز الهضمي العلوي يتم إدخال أنبوب رفيع ومرن مزود بكاميرا (منظار داخلي) من خلال الفم إلى المعدة والاثني عشر، إذ يمكن لمقدم الرعاية الصحية فحص بطانة المعدة بصريًا وأخذ عينات صغيرة من الأنسجة (خزعات) لمزيد من التحليل.
آلية عمل دواء تريو كلار
يعمل دواء تريو كلار trio-clar بآليتين متنوعتين في وقت واحد، وذلك لاحتوائه على ثلاث مواد فعالة، ويمكن شرح كل آلية كالآتي:
- تساعد المادة الفعالة أوميبرازول omeprazole على إيقاف إنتاج حمض المعدة لفترة محددة مما يساعد على حماية جدار المعدة من المزيد من التآكل بفعل القرحة الناتجة من نشاط الجرثومة، وبالتالي تعمل كطبقة حماية مؤقتة للمعدة.
- أما بالنسبة للمضادات الحيوية فكلاهما يساعد في إيقاف نشاط الجرثومة في الجسم والتخلص منها بشكل نهائي بمرور فترة العلاج، إذ يُستَخدم أكثر من مضاد حيوي في وقت واحد لقدرة هذه البكتيريا على التكيف ومقاومة المضادات الحيوية خاصةً إذا تم إعطاؤها من نوع واحد فقط.
هل توجد بدائل لدواء تريو كلار؟
بالطبع، لحسن الحظ تتوفر بعض البدائل بأسماء تجارية أخرى تحتوي على نفس المواد الفعالة الموجودة في دواء تريو كلار وهي: كلاريثرومايسين، وتينيدازول، وأومبيرازول، وهي تنحصر في الأدوية الآتية:
- دواء ببتك كير peptic-care: وتوجد منها عبوتين مختلفتين، الأولى تتكون من 14 قرص، والثانية من 28 قرص.
- دواء هيليكيور heli-cure: وتوجد في شكل عبوة واحدة تحتوي على 14 قرص فقط.
الأعراض الجانبية المرتبطة بتناول عقار تريو كلار
قد يسبب تناول عقار تريو كلار في ظهور بعض الأعراض الجانبية، وهي قد تنتج من أي من مكوناته، ومن هذه الأعراض:
- الإصابة بالإسهال.
- الشعور بدوخة وبألم في الرأس.
- تغير في حاسة التذوق للطعام.
- تقيؤ مع شعور متكرر بالغثيان.
ويرجي الانتباه والتأكد من عدم وجود أي حساسية مسبقة، كما يراعي اللجوء إلى أقرب مستشفى أو طلب الطوارىء بشكل فوري حال ظهور أعراض للحساسية الشديدة من هذه المواد مثل: انتفاخ في منقطة الوجه، أو صعوبة في التنفس والبلع، والحكة الشديدة واحمرار الجلد، مع تسارع في ضربات القلب بدون مجهود.
سعر تريو كلار لعلاج جرثومة المعدة
تتكون العبوة الخاصة بأقراص تريوكلار من 42 كبسولة، إذ تحتوي من كل دواء 14 كبسولة تكفي لمدة العلاج كاملة وهي أسبوعان من العلاج، ويصل تكلفة العبوة من دواء تريو كلار إلى 153.5 جنيه مصري.
نقاط أخيرة
نظرًا لأن جرثومة المعدة تعد من الحالات الخطيرة والتي قد تتفاقم مع الوقت وتسبب العديد من المشكلات، مثل: قرح المعدة، أو الأمعاء بما قد يتطور إلى حدوث سرطان في المعدة إذا أهمل علاجها لفترة طويلة، لذلك فإن أدوية علاج جرثومة المعدة والتي من ضمنها العلاج الثلاثي المتمثل في دواء تريو كلار لها الفضل في القضاء على هذه البكتيريا والتعافي سريعًا من قرحة المعدة مع فترة غير طويلة من العلاج المنتظم.
المصادر
- https://medlineplus.gov/druginfo/meds/a601067.html
- https://www.aafp.org/pubs/afp/issues/2018/0115/p135.html
- https://emedicine.medscape.com/article/2172395-overview