الهرمونات والأدوية المناعية
أعراض نقص هرمون السعادة: هل يمكن التحكم به؟

أعراض نقص هرمون السعادة: هل يمكن التحكم به؟

يتناول هذا المقال هرمون السعادة الإندورفين، ويركز على أشهر 4 أنواع من الهرمونات المرتبطة بالشعور بالسعادة، كذلك يوضح أعراض نقص هرمون السعادة في الجسم والأسباب وراء ذلك وطرق العلاج المتبعة.

هل السعادة هي شعور طبيعي قد يحدث لجميع الأفراد بشكل مستمر، أم أنها حالة مؤقتة يتم تحفيزها من قبل بعض المواد الكيميائية في الجسم، وذلك في حالات معينة أو عند ممارسة بعض الأنشطة، أم أنها تكون ناتجة من آلية مقاومة من الجسم لمواجهة الشعور بالضغط والتخفيف من الألم.

ما هو هرمون السعادة؟

هو عبارة عن مادة كيميائية يتم نقلها عبر الجهاز العصبي وذلك للتخفيف من الألم والتعامل مع الضغط وتحسين الحالة المزاجية، ويتم إفرازه من خلال الغدة النخامية ومنطقة تحت المهاد في الدماغ لذلك يصنف من ضمن الهرمونات (الهرمونات مواد كيميائية تفرز من الغدد الصماء في الدم مباشرة).

كذلك يتم إفراز هرمون الإندورفين بشكل طبيعي خلال ممارسة أي من الأنشطة الجيدة مثل الجري أو الرياضة أو من خلال الأكل أو الحصول على مساج أو من خلال ممارسة النشاط الجنسي بين الزوجين.

وتشتق تسمية هذا الهرمون من مقطعين أساسيين هما إندو وهي اختصار لكلمة endogenous وتعني داخلي وذلك لأنه هرمون طبيعي يفرز من داخل الجسم، والمقطع الثاني phine مشتق من مسكن الألم المورفين morphine وذلك لأن هرمون الإندروفين ما هو إلا مسكن طبيعي للألم بجانب قدرته على تحسين الحالة المزاجية للفرد.

أنواع هرمونات السعادة في الجسم

تصنف الهرمونات التي تؤدي لحالة من الإيجابية والسعادة وتساعد كذلك في التقليل من الضغوطات والتوتر إلى 4 فئات أساسية، لكل منها دور معين، كما يتم إفرازها من مناطق محددة في المخ وهي تشمل كل من:

  1. الإندورفين Endorphins: يمكن تصنيفه بأنه مادة طبيعية في الجسم يتم إفرازه للتقليل من الألم (لذلك قد يمكن تصنيفه بأنه مسكن طبيعي) كما يساهم في التقليل من التوتر والضغط النفسي والعصبي.
  2. السيروتونين Serotonin: يساعد هرمون السيروتونين في تحسين وتنظيم الحالة المزاجية.
  3. الأوكسيتوسين Oxytocin: يساعد في تحسين المشاعر الإيجابية، كما يحسن من عملية التواصل الاجتماعي بين الأفراد.
  4. الدوبامين Dopamine: يفرز في حالات التحفيز وبعد النشاط الرياضي وقد يحسن الحالة المزاجية بشكل كبير.

متى يتم إفراز هرمون السعادة؟

هناك عدد من الحالات المتنوعة التي يتم إفراز هرمون السعادة خلالها بشكل طبيعي، فالحالات الإيجابية تتمثل في:

  • ممارسة العلاقة الحميمة.
  • الأكل، وخاصةً الشوكولاتة وبعض الأطعمة الأخرى.
  • ممارسة التمارين الرياضية، أو رياضة المشي أو الجري.
  • خلال جلسات المساج أو الاستجمام.
  • السباحة.

أما بالنسبة لبعض الحالات السلبية، فيتم إفراز هرمون الإندورفين طبيعياً في حالات مثل:

  • زيادة التعب والضغط على الجسم.
  • في حالات الألم، لتخفيف هذا الوضع.

كيف يتم إفراز هرمونات السعادة؟

لكل نوع من الهرمونات المرتبطة بالحالة المزاجية والشعور بالسعادة، حالات مختلفة أو متشابهة تؤدي لإفرازه من الجسم، كما تلعب كمية الهرمونات في الجسم دورًا في حدوث بعض الامراض حال نقصها أو زيادتها عن الطبيعي.

أما بالنسبة لكيفية إفراز كل هرمون فيمكن توضيح كل نوع على حدة كالآتي:

  1. هرمون السيروتونين: يتكون هرمون السيروتونين بالأساس من الحمض الأميني تربتوفان، وهو حمض أميني لا يصنع بواسطة الجسم ويمكن الحصول عليه من الغذاء مثل اللحوم ومنتجات الألبان.
  2. ويتم إفراز هرمون السيروتونين استجابةً للعديد من الوظائف مثل النوم والهضم وضبط الرغبة الجنسية، وكذلك يعد مادة مؤثرة بشكل كبير في استقرار الحالة المزاجية، لذلك عادة ما يصاحب نقصه مشكلات تتعلق بالنوم وتغير في الحالة المزاجية والشعور بأعراض الاكتئاب.
  3. هرمون الأوكسيتوسين: يتم إفراز وإنتاج هذا الهرمون من منطقة تحت المهاد في المخ، إذ تتمثل دوره الرئيسي في تسهيل عملية الولادة بشكل طبيعي من خلال زيادة انقباضات الرحم مما يسهل من خروج الطفل، كذلك في الحالات العادية يساهم هذا الهرمون في تحسين الاستقرار النفسي ويفرز حال الرضا ووجود الثقة في عمليات التواصل الاجتماعي.
  4. هرمون الدوبامين: على الرغم من دور هذا الهرمون في الشعور بالسعادة والفرح، إلا أنه في الأساس يشارك في العديد من العمليات الحيوية مثل الحركة والذاكرة والتعلم والإدراك، لذلك يتم إفرازه من بعض مناطق المخ بشكل طبيعي، ولكن من الأمور التي تحفز من عملية إفرازه عمل الانشطة التي تؤدي للسعادة مثل الأكل أو عمل رياضة مفضلة وكذلك ممارسة النشاط الجنسي بالنسبة للمتزوجين.
    كما يفرز هرمون الدوبامين من الغدة الكظرية (فوق الكلوية) مع هرمونات أخرى هي أدرينالين ونور أدرينالين، وذلك استجابة للمواقف الخطيرة، مثل التعرض للهجوم المفاجئ من حيوان كالكلب على سبيل المثال.
  5. هرمون الإندورفين: يتم إفراز ذلك الهرمون كرد فعل طبيعي من الجسم للألم، إذ ترسل الخلايا العصبية للمنطقة المصابة في الجسم (منطقة الألم) إشارات عصبية للدماغ، وبذلك بشكل تلقائي يحفز الدماغ من عملية إرسال الناقل الكيميائي وهو هرمون الإندروفين إلى مكان الألم مما يعمل على تخفيف الألم وتقليل حالة التعب والضغط.

اقرا ايضا في كبسول: أهم هرمونات الغدة النخامية

طرق لتحفيز هرمونات السعادة

توجد العديد من الوسائل العملية والطرق البسيطة التي تساعد على تحفيز إفراز هرمونات السعادة المختلفة بشكل طبيعي، وهي تتضمن مجموعة من الأنشطة يمكن الإشارة إلى كل منها كما يلي:

  • ممارسة التمارين والأنشطة الرياضية: توجد للتمارين الرياضية عدة مميزات على الجوانب الصحية والنفسية، إذ أنه من الشائع أن التمارين الرياضية تحفز بشكل كبير من إنتاج الإندورفين مما يزيد من مستويات السعادة ويقلل من الآلام حال وجودها في نفس الوقت، كما إن الاستمرارية في ممارسة الرياضة لها تأثير إضافي يساعد في تحفيز المزيد من هرمونات السعادة مثل الدوبامين والسيروتونين.
  • تناول الأطعمة المفضلة أو أنواع محددة من الطعام: على الرغم من أن تناول الطعام من الأنشطة الأساسية لدى أي فرد، لكن لها تأثير مباشر على تحفيز هرمونات السعادة وبالتحديد هرموني الإندورفين والدوبامين، كما تحفز بعض الأطعمة بشكل أكبر من غيرها على إفراز هذه الهرمونات مثل تناول الشوكولاتة الغامقة، أو الزبادي وبعض أنواع اللحوم أو بتناول المكسرات مثل اللوز أو الكاجو.
  • الاستماع للموسيقي واللجوء إلى جلسات التأمل: يساعد الاستماع إلى الموسيقى المفضلة وخاصةً الأنواع الهادئة وغير الصاخبة على الوصول لحالة من الاسترخاء ولحالة مزاجية جيدة مما يساهم في تحفيز هرمون الدوبامين أو السيروتونين، وكذلك فإن ممارسة الموسيقى خصوصًا خلال الفرق الغنائية أو حال وجود تفاعل بين الأشخاص قد يحفز من إفراز هؤمون الأوكسيتوسين.
    كذلك تساهم جلسات التأمل بشكل أساسي في الوصول لحالة من الهدوء والسكينة مما يقلل من الضغوطات وبالتالي تساهم في إفراز هرمون الدوبامين بشكل أساسي وكذلك هرمون الإندورفين.
  • الحصول على الراحة المناسبة ونوم عدد ساعات كافية: قد يؤدي عدم الحصول على ساعات كافية من النوم إلى حدوث خلل في توازن الهرمونات وربما يسبب تغييرات في المزاج، لذلك يوصي الكثير من الأطباء بضرورة الحصول على النوم الكافي من 7-9 ساعات بشكل يومي وذلك لإعادة توازن الهرمونات وتقليل الضغط الناتج من العمل طوال اليوم.
  • اللجوء إلى جلسات المساج: تساعد جلسات المساج في الحصول على درجة كبيرة من الراحة والاسترخاء، وقد تساهم في تحفيز إفراز أي من هرمونات السعادة الأربعة.

أعراض نقص هرمون السعادة

قد تختلف الأعراض التي تصاحب وجود نقص في هرمون من هرمونات السعادة وهي تنقسم كالآتي بحسب كل هرمون:

  1. أعراض نقص الدوبامين: تتمثل في وجود بطء في الحركة، وظهور رعشة في الأطراف، ووجود مشكلات في التوازن، وظهور تقطع في الخطوات أثناء المشي، وغالبية هذه الأعراض تصاحب مرض الشلل الرعاش والذي ينتج في الأغلب نتيجة وجود نقص في إفراز هرمون الدوبامين.
  2. أعراض نقص الإندورفين: تصاحبه حالة من الاكتئاب والقلق، ووجود بعض التصرفات المتهورة، وكذلك مشكلات في النوم، وظهور آلام في الجسم إذ يعد هذا الهرمون بمثابة مسكن طبيعي للألم.
  3. الأعراض المصاحبة لنقص السيروتونين: تنحصر في الأرق وصعوبات في النوم، والإصابة بالقلق والاكتئاب، وكذلك تتابع الأفكار الانتحارية والوساوس.
  4. أعراض وجود نقص في الأوكسيتوسين: تعد من الأعراض النادرة للغاية ولكن في حال نقص هذا الهرمون في حال المرأة الحامل، فإنها ستكون عرضة لصعوبات في الحمل بشكل طبيعي لضعف الانقباضات الخاصة بعضلة الرحم أثناء الولادة، وقد تربط بعض الدراسات نقص الأوكسيتوسين إلى حدوث اضطراب طيف التوحد أو الإصابة بحالة من الاكتئاب، ولكن ما زالت هذه الدراسات محل بحث.

اقرا ايضا: أسباب قصور الغدة الدرقية

أسباب نقص هرمونات السعادة

يمكن تصنيف الأسباب المؤدية لنقص كل هرمون من هرمونات السعادة كما في الجدول الآتي:

الهرمونسبب نقص الهرمون
الدوبامينيرجع نقص هرمون الدوبامين لعدة أسباب وهي: وجود إصابة أو خلل في مناطق الدماغ المسئولة عن تصنيع هذا الهرمون. ضعف الاستجابة من المستقبلات الخاصة بهذا الهرمون، إذ يوجد بنسب طبيعية لكن الاستجابة لوجوده ضعيفة. ارتباط نقص الدوبامين بحالات مرضية مثل الشلل الرعاش آو في حال إدمان مادة الكوكايين.
السيروتونينتوجد عدة أسباب قد تؤدي لنقص في هرمون السيروتونين وهي كالآتي: التعرض للألم أو الضغط النفسي المزمن. عوامل جينية. عدم التعرض لضوء أو أشعة الشمس لفترات طويلة. غياب النشاط الجسدي.
الإندورفينقد تتأثر مستويات الإندورفين الطبيعية نتيجة عدد من الحالات مثل: الإصابة بالقلق المستمر أو الإكتئاب. نتيجة عوامل جينية وعوامل غير جينية. الإصابة بمرض الفيبروماليجيا. الإصابة بالصداع النصفي المزمن.
الأوكسيتوسينيرجع نقص هذا الهرمون إلى حالات محددة وهي: وجود إصابة أو مشكلات في الغدة النخامية. تضرر الخلايا العصبية المسئولة عن إفراز هذا الهرمون نتيجة إصابة في الدماغ، أو التهاب أو ورم.
أسباب نقص هرمونات السعادة مثل الدوبامين والسيروتونين والإندروفين والإكسيتوسين

نقاط أخيرة

هل السعادة تتمثل في شعور أو حالة نفسية تصاحب كل شخص على حدة أم هي مجموعة هرمونات تتحكم النسب الخاصة بها في حالتنا النفسية أم مزيج من كلا الأمرين، جميعها تساؤلات ما زالت تدور حولها الأبحاث، ولكن بلا شك فإن جميع هرمونات السعادة لها وظائف أخرى مثل تنظيم عمليات الهضمن والذاكرة، أو تخفيف الألم، أو المساهمة في عملية التواصل.

0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *