الغدة الدرقية في كبسولة
أسباب قصور الغدة الدرقية

أسباب قصور الغدة الدرقية

قد ينشأ قصور الغدة الدرقية من أمراض مناعية، كداء هاشيموتو، أو بسبب خللٍ في الغدة المُهيمنة على الغدة الدرقية، ألا وهي الغدة النخامية؛ إذ لا تُفرِز الهرمون المُنبِّه للغدة الدرقية TSH، فما أهم أسباب قصور الغدة الدرقية؟ وهل يمكن الشفاء منه؟

أسباب قصور الغدة الدرقية

تزداد مُعدّلات الإصابة بقصور الغدة الدرقية بعد بلوغ 60 عامًا من العمر، كما أنَّ ذلك الاضطراب ليس سهل تشخيصه، وقد ينشأ ذلك القصور في نشاط الغدة الدرقية لأي من الأسباب الآتية:

  1. مرض هاشيموتو: يُعدّ مرض هاشيموتو من اكثر أسباب قصور الغدة الدرقية انتشاراً، وهو مرض مناعي؛ إذ تُهاجِم الأجسام المضادة نسيج الغدة الدرقية السليم، وإذا لم يبق نسيجٌ سليمٌ في الغدة الدرقية، تخفق في إنتاج هرموناتها بالدرجة المطلوبة.
    لا يُوجَد سبب معلومٌ لمرض هاشيموتو، لكن يُظنّ أنَّ الجينات ركن مساهم في ظهور هذا المرض لدى بعض الناس؛ إذ ينتشر مرض هاشيموتو بين بعض العائلات، وهو أكثر شيوعًا لدى السيدات.
    وقد يُصِيب داء هاشيموتو أي إنسانٍ حتى وهو في ذروة عافيته الجسدية.
  2. اضطرابات الغدة النخامية: الغدة النخامية متناهية الصغر، وتتولَّى إنتاج العديد من الهرمونات الضابطة لإيقاع الجسم، والمُؤثِّرة على نشاط الغدد الأخرى في الجسم، ومنها الغدة الدرقية.
    تُفرِز الغدة النخامية الهرمون المُنبِّه للدرق (TSH)، وهو في غاية الأهمية في عملية تنبيه الغدة الدرقية لإطلاق هرموناتها في الدم؛ لذا فإنَّ اضطراب الغدة النخامية في حالاتٍ نادرة، يُؤدِّي إلى خمول الغدة الدرقية؛ بسبب تقاعسها عن إنتاج الهرمون المُنبِّه للدرق غالبًا.
  3. التغيُّرات الهرمونية خلال فترة الحمل: تتغيَّر مستويات الهرمونات مع استمرار الحمل، وتزداد حاجة الجسم إلى هرمونات الغدة الدرقية، فإذا لم تتأقلم الغدة الدرقية مع هذه التغيُّرات الطارئة، والحاجة المتزايدة، فقد تُعانِي المرأة من قصور الغدة الدرقية، والذي قد يُؤثِّر على الجنين، بل وقد يؤول إلى الإجهاض أحيانًا.
    تبلغ نسبة قصور الغدة الدرقية الناجمة عن مرض هاشيموتو خلال الحمل نحو 3% من الحوامل.
    ومن المهم خلال فترة الحمل، متابعة مستويات هرمونات الغدة الدرقية على الدوام؛ ضمانًا لسلامة الجنين، وكشفًا لأي مشكلة مبكرًا.
  4. استئصال الغدة الدرقية: الجراحة علاجٌ فعَّال لفرط نشاط الغدة الدرقية؛ إذ يستأصل الطبيب كامل الغدة أو جزءًا منها، والاستئصال الجزئي لا يُؤدِّي دائمًا إلى خمول الغدة الدرقية،
    لكن ينبغي متابعة المريض باستمرار بعد العملية؛ للوقاية من قصور الغدة الدرقية؛ لأنَّ الإهمال بعد العملية، أو عدم تناول هرمونات الغدة الدرقية المُصنَّعة، قد يُؤدِّي إلى تناقص مستويات هذه الهرمونات في الدم، ومِنْ ثَمَّ بروز أعراض قصور الغدة الدرقية.
  5. علاج فرط نشاط الغدة الدرقية: يهدف علاج فرط نشاط الغدة الدرقية إلى إعادة مستويات هرموناتها ضمن المُعدَّل الطبيعي لها، لكن قد تُؤدِّي بعض الوسائل العلاجية أحيانًا إلى قصور الغدة الدرقية
    وقد يُؤدِّي منع الغدة الدرقية من إنتاج هرموناتها إلى نتائج عكسية، وتُصبِح خاملة، لا تُفرِز الهرمونات المطلوبة بالدرجة المرجوة، ومِنْ ثَمَّ فإجراء الاختبارات أمرٌ هامٌ حال علاج فرط نشاط الغدة الدرقية.
    مثل:

  6. العلاج الإشعاعي: يُستخدَم العلاج الإشعاعي في الرأس والرقبة أحيانًا، كما في حالة علاج أورام الغدد الليمفاوية، ومرض هودجكن، وقد يُتلِف ذلك الإشعاع الغدة الدرقية؛ مُسبِّبًا قصورها.
  7. الأدوية: نادرًا ما يكون احد أسباب قصور الغدة الدرقية تناول أدوية، وأشهر الأدوية المُسبِّبة لذلك القصور هو الليثيوم، ويأتي بعده أميودارون، وأدوية العلاج الكيميائي للسرطان.
  8. نقص اليود: من النادر كذلك أن ينقص اليود في أجسامنا؛ إذ هو مُتوفِّر في ملح الطعام، والمأكولات البحرية، وهو أحد العناصر الداخلة في تكوين هرمونات الغدة الدرقية؛ لذا فقد يُؤدِّي نقصه إلى قصور الغدة الدرقية، بل وتضخُّمها أحيانًا.
  9. اضطرابات نادرة: تُؤدِّي الإصابة ببعض الاضطرابات النادرة إلى تراكم موادٍ غير طبيعية في نسيج الغدة الدرقية، مِمَّا يعيقها عن أداء وظائفها، ومن هذه الاضطرابات:

أسباب خمول الغدة الدرقية عند الاطفال

الأطفال ليسوا مُستثنين من الإصابة بقصور الغدة الدرقية، لكن قد يُعانِي الأطفال منها منذ ولادتهم، أو يكتسبها بعضهم لاحقًا في مرحلةٍ عمرية ما، ومِنْ ثَمَّ تنقسم أسباب خمول الغدة الدرقية عند الأطفال إلى ما يلي:

قصور الغدة الدرقية الخلقي

ينشأ قصور الغدة الدرقية الخلقي لدى الأطفال عندما لا تنمو الغدة الدرقية قبل الولادة، أو لا تُؤدِّي وظيفتها على الوجه المطلوب، وهو من الاضطرابات الشائعة بين الأطفال؛ إذ يُصِيب طفلًا من كل 2,500 – 3,000 طفل.

قصور الغدة الدرقية الناجم عن المناعة الذاتية (التهاب الغدة الدرقية اللمفاوي المزمن)

ينشأ قصور الغدة الدرقية في هذا النوع من اضطراب المناعة لدى الطفل؛ إذ يبدأ جهاز المناعة في مهاجمة الغدة الدرقية؛ مُتلِفًا لها، ومُخِّلًا بوظيفتها، وهو المشهور أيضًا بمرض هاشيموتو.

إذ يُعدّ قصور الغدة الدرقية الناجم عن المناعة الذاتية أكثر شيوعًا بين الإناث من الأطفال مقارنةً بالذكور، وبين المراهقين مقارنةً بمن لم يبلغوا سن المراهقة بعد.

كذلك، فإنَّ الأطفال المُصابين بداء السكري من النوع الأول، قد يكونون عُرضةً لقصور الغدة الدرقية الناجم عن المناعة الذاتية؛ إذ نحو 20 – 30% منهم يُصابُون لاحقًا بقصور الغدة الدرقية، مِمَّا يتطلَّب فحصًا سنويًا لوظائف الغدة الدرقية لديهم.

قصور الغدة الدرقية علاجيّ المنشأ

قد يُصابُ بعض الأطفال بقصور الغدة الدرقية أثناء علاجها حراريًا، أو بالاستئصال الجراحي، ومع تدميرها أو استئصالها، لا تُفرَز هرمونات الغدة الدرقية في الدم، مِمَّا يُؤدِّي إلى قصور الغدة الدرقية.

قصور الغدة الدرقية المركزيّ 

  • المركز المُتحكِّم في الجسم هو الدماغ، والغدة النخامية جزءٌ من الدماغ، تُفرِز الهرمون المُنبِّه للدرق (TSH)، ومِنْ ثَمَّ فإصابتها بمشكلةٍ يُؤدِّي إلى قصور الغدة الدرقية لدى الأطفال.
  • وكذلك إذا وُجِد خلل في نشاط ما تحت المهاد، فقد يُؤدِّي أحيانًا إلى قصور الغدة الدرقية، وقد يكون ذلك القصور المركزي وراثيًا، وتستوي معدلات الإصابة فيه بين الذكور والإناث.

هل خمول الغدة الدرقية مرض وراثي؟

تُسهِم العوامل الوراثية في الإصابة بقصور الغدة الدرقية، فمرض هاشيموتو مثلًا – وهو الأكثر شيوعًا في التسبب بقصور الغدة الدرقية – مرض مناعي، لكن الأقارب من الدرجة الأولى كالآباء والأشقاء لإنسانٍ مصابٍ بمرض هاشيموتو، هم أكثر عُرضةً للإصابة بالمرض بتسع مرات.

0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *