الغدة الدرقية في كبسولة
أسباب التهاب الغدة الدرقية

أسباب التهاب الغدة الدرقية

الغدة الدرقية  مُعرَّضة للالتهاب، بل وللإصابة بعدوى بكتيرية أحيانًا، ما يبرز في نشاطها عقب الالتهاب، واضطراب مستويات هرمونات الغدة الدرقية في الدم، لذلك نتناول أسباب التهاب الغدة الدرقية في كبسول 

ما هي أنواع التهاب الغدة الدرقية؟

لمعرفة أسباب التهاب الغدة الدرقية يجب التعرف اولا على نوع الاتهاب

حيث قد يقع التهاب الغدة الدرقية؛ بسبب مرض المناعة الذاتي، أو الإصابة بعدوى، أو نتيجة تناول بعض الأدوية، ما يُؤدِّي إلى تقسيمها إلى عِدّة أنواعٍ على النحو التالي:

  • التهاب الغدة الدرقية الحاد: قد يحدث ذلك الالتهاب الحاد؛ نتيجة عدوى بكتيرية، أو التعرُّض للإشعاع، كما يتضِّح فيما يلي:
    • التهاب الغدة الدرقية المعدي
      نادرًا ما تُصابُ الغدة الدرقية بعدوى؛ لأنَّها مُغلَّفة، ويصل إليها إمداد دموي كبير، إضافةً إلى التصريف الليمفاوي الهائل، لكن قد تقع تلك العدوى البكتيرية لكبار السن، أو المصابين بأمراضٍ مزمنة، أو من تدهورت مناعتهم.
      عادةً ما تتحسَّن الأعراض التي يُعانِيها المريض مع تلقِّي المضاد الحيوي المُلائم لنوع البكتيريا المُسبِّبة للعدوى.
    • التهاب الغدة الدرقية الناجم عن الإشعاع
      يُستخدَم العلاج الإشعاعي؛ للتغلُّب على السرطان الموجود في الرقبة، لكنَّه قد يُسبِّب التهابًا في الغدة الدرقية، متبوعًا بخمولها، فمثلًا المرضى الذين يتلقَّون اليود المشع لعلاج داء غريفز، قد يُعانِي بعضهم ألمًا شديدًا بالغدة الدرقية في غضون 7 – 10 أيام، وهذا نادر، لا تتجاوز نسبة حدوثه 1%.
  • التهاب الغدة الدرقية دون الحاد
    يُظنّ أنّ ذلك النوع من التهاب الغدة الدرقية ناجم عن عدوى فيروسية، وغالبًا ما تسبقه عدوى الجهاز التنفسي العلوي.
  • التهاب الغدة الدرقية المزمن: أمَّا الالتهاب المزمن، فمنه أنواعٌ كثيرة، مثل:
    • التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي
      ومنه داء هاشيموتو؛ إذ يُعدّ من أبرز أسباب خمول الغدة الدرقية، إذ تُهاجِم الأجسام المضادة المناعية نسيج الغدة الدرقية.
    • التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة
      ظاهرة مناعة ذاتية أيضًا؛ إذ تتكوَّن أجسام مضادة لنسيج الغدة الدرقية الخاص بالجنين، وتتجمَّع هذه الأجسام المضادة في الغدة الدرقية للأم، مِمَّا يُؤدِّي إلى نشوء الالتهاب في غضون عامٍ من ولادة الطفل.
      قد تزداد فرص إصابة الأم بالتهاب الغدة الدرقية في حالة معاناتها من أحد أمراض المناعة الذاتية، وكذلك حال إصابتها بمرض السكري من النوع الأول، وقد تُساعِد حاصرات بيتا في احتواء أعراض التهاب الغدة الدرقية.
    • التهاب الغدة الدرقية الناجم عن تناول الأدوية
      لبعض الأدوية تأثير ضار على الغدة الدرقية، يُخلّ بوظيفتها، وعلى رأس هذه الأدوية:

      • أميودارون: قد يُسبِّب فرط أو خمول الغدة الدرقية، كما يُؤثِّر في مستويات الهرمون المُنبِّه للدرق TSH لدى الأشخاص ذوي غدة سليمة.
        وقد يُؤدِّي تناول الدواء إلى فرط نشاط الغدة الدرقية بطريقٍ من اثنين؛ الأول زيادة تصنيع وإنتاج هرمونات الغدة الدرقية، والثاني التهاب الغدة الدرقية المدمر المُسبِّب لإطلاق كميات هائلة من هرمونات الغدة الدرقية في الدم إثر تدميرها.
      • العلاج المناعي
        تُستخدَم أدوية العلاج المناعي في التغلب على بعض أنواع السرطان، ومِنْ أمثلة هذه الأدوية: نيفولوماب، بمبروليزوماب، وأتيزوليزوماب.
        ارتبطت هذه الأدوية باعتلالات الغدد الصماء، وبالأخص قصور الغدة الدرقية الناجم عن التهابٍ مدمرٍ بها؛ إذ عادةً ما يظهر على المرضى المُتناولِين لهذه الأدوية أعراض خمول الغدة الدرقية؛ كالإرهاق، واكتساب الوزن.
        أمَّا ك سبب لفرط نشاط الغدة الدرقية فنادرٌ جدًا بالنسبة إلى هذه الأدوية، لكنَّه مُحتمَل كذلك.
      • الليثيوم
        يُقلِّل الليثيوم إفراز هرمونات الغدة الدرقية، مِمَّا يُؤدِّي إلى زيادة مستويات الهرمون المُنبِّه للدرق TSH، ومِنْ ثَمَّ تضخُّم الغدة الدرقية.
      • إنترفيرون ألفا
        15% من المرضى الذين يتلقَّون علاج إنترفيرون ألفا، لديهم خلل في وظائف الغدة الدرقية.
  • التهاب الغدة الدرقية المنسوب لريدل
    أحد الاضطرابات النادرة للغدة الدرقية؛ إذ تتليَّف أنسجتها دون سببٍ واضح، لكن أشارت بيانات مؤخرًا إلى ارتباط ذلك بمرض التصلب ذات الصلة بIgG-4. قد يقتصر التليف على الغدة الدرقية وحدها، أو ربَّما يتزامن مع تليُّف أنسجة أخرى للجسم.

أسباب التهاب الغدة الدرقية

كما يتضح من أنواع التهاب الغدة الدرقية، فإنَّ أسباب الالتهاب كثيرة، فقد ينشأ عن اضطراب المناعة ومهاجمة الأجسام المضادة للغدة الدرقية، أو ربَّما بسبب عدوى بكتيرية، أو لغير ذلك من الأسباب على التفصيل التالي:

أمراض المناعة الذاتية من اهم أسباب التهاب الغدة الدرقية

يأتي في مقدمة أمراض المناعة الذاتية المُسبِّبة لالتهاب الغدة الدرقية، داء هاشيموتو؛ إذ تُهاجِم الأجسام المضادة المناعية نسيج الغدة الدرقية، مُتلفةً لها.

كذلك، فإنَّ التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة ناجمٌ عن اضطراب مناعي؛ إذ تتراكم الأجسام المضادة في الغدة الدرقية للأم، ثُمّ تظهر أعراض الالتهاب في غضون أشهرٍ بعد الولادة.

العدوى

من النادر أن تُصاب الغدة الدرقية بعدوى بكتيرية؛ لكثافة الإمداد الدموي، وغزارة التصريف الليمفاوي، لكن قد تزداد فرص الإصابة بها حال ضعف جهاز المناعة، أو تقدُّم العمر.

تُعدّ البكتيريا إيجابية الجرام الأكثر شيوعًا بين أنواع البكتيريا المختلفة في التهاب الغدة الدرقية، مثل المكورات العنقودية، أو العقديات، وعادةً ما تنتقل البكتيريا من خلال دم المريض بعد انتشارها من موطنها الأصلي؛ للوصول إلى الغدة الدرقية.

وقد يكون الالتهاب؛ بسبب عدوى فيروسية، خاصةً إذا سبقه عدوى الجهاز التنفسي العلوي.

الإشعاع

يحتاج علاج بعض أنواع السرطان في الرقبة إلى العلاج الإشعاعي، ورغم نجاحه في القضاء على السرطان؛ إلَّا أنَّه قد يضر الغدة الدرقية، خاصةً بعد استخدام اليود المشع في علاج بعض اضطراباتها.

الأدوية ايضا قد تكون من أسباب التهاب الغدة الدرقية

تزيد بعض الأدوية فرص الإصابة بالتهاب الغدة الدرقية، مثل:

  1. أميودارون.
  2. الليثيوم.
  3. أدوية العلاج المناعي.
  4. إنترفيرون ألفا.

غالبًا ما يُؤدِّي التهاب الغدة الدرقية الناجم عن هذه الأدوية إلى قصور وظائفها، ومِنْ ثَمَّ ينبغي متابعة الطبيب باستمرار حال تناول أي من هذه الأدوية؛ للاطمئنان على سلامة الغدة الدرقية، وسرعة التعامل مع أي مشكلةٍ تظهر عليها.

الفرق بين التهاب الحلق والتهاب الغدة الدرقية

تقع الغدة الدرقية في الجزء الأمامي السفلي من الرقبة، بينما الحلق يشمل البلعوم واللوزتين، ومِنْ ثَمَّ فموطن الالتهاب مختلف أولًا.

ثانيًا، قد ينشأ التهاب الحلق نتيجة عدوى بالأساس إمَّا بكتيرية أو فيروسية، أو حتى بسبب الحساسية، أمَّا التهاب الغدة الدرقية، فغالبًا ما ينجم عن اضطراب المناعة الذاتي.

ثالثًا، لا يُؤثِّر التهاب الحلق في مناطق الجسم الأخرى بعكس التهاب الغدة الدرقية، الذي قد يُسبِّب أعراضًا أخرى بعيدًا عن الرقبة، مثل: عدم انتظام الدورة الشهرية، تساقط الشعر، ضعف الخصوبة، وتغيُّرات الوزن، وغير ذلك.

أحيانًا، قد يأتي التهاب الحلق، وهو جزءٌ من الجهاز التنفسي العلوي، مع نزلات البرد، أو غيرها من العدوى التي تُصِيب الجهاز التنفسي، ثُمَّ يتبعها التهاب الغدة الدرقية، فيما يُعرَف بالتهاب الغدة الدرقية دون الحاد، والذي قد يستمر شهرًا أو اثنين، ثمَّ يزول تلقائيًا.

0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *